عزلة نظامه تزداد حدةروسيا تتخلى عن القذافي.. وفرنسا وبريطانيا تنتقدان أداء «الناتو» |
العواصم ـ وكالات ـ تتزايد عزلة العقيد معمر القذافي دوليا بعد أن فقد شرعيته داخليا في مقابل تكريس تمثيل المجلس الانتقالي الليبي الذي يضم المعارضين لنظامه والذي يتخذ من بنغازي مقرا وقتيا له كمحاور وناطق شرعي وحيد للشعب الليبي. |
وبالفعل، فقد شهد نظام القذافي أمس في تطور لافت أمس تخلي روسيا عنه إذ رأى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في حديث نشره الكرملين أمس، ان على القادة اللبيين التنحي عن السلطة «لافساح المجال امام بلدهم للتطور» من دون ان يسمي معمر القذافي. وقال مدفيديف في الحديث «على كل المسؤولين السياسيين في البلاد اتخاذ قرار مسؤول من أجل مصلحة الشعب الليبي. على كل أحد أن يتخذ القرار الجدي وربما الحاسم لمصيره (الشعب) بالرحيل وافساح المجال لتطور البلاد». واضاف مدفيديف في المقابلة التي اجرتها معه قناة «سي سي تي في» الصينية: «اعتقد ان ذلك سيكون من مصلحة الجميع»، معتبرا ان الوضع في ليبيا «خرج عن السيطرة» وأنه «يجب ان نفهم ان وجود النظام الليبي اصبح على المحك». وقال مدفيديف ان الخطر قائم بأن تشتت البلاد «الى دويلات تقودها حكومات دمى أو أصوليون او حتى متطرفون». ويذكر أن روسيا لم تستخدم حق الفيتو وامتنعت عن التصويت على القرار الدولي 1973 الذي يجيز استخدام القوة في ليبيا لحماية المدنيين. وإلى حد الآن، انتقدت الدعم العسكري الذي قدمه التحالف الدولي للثوار الليبيين واعتبرت انه «تدخل» في الشوؤن الداخلية لليبيا. مشاركة كاملة لـ«الانتقالي» في قمة الدوحة ويأتي هذا التطور في الموقف الروسي بينما أكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في المقابل أمس ان المجلس الوطني الانتقالي ممثل المعارضة الليبية سيشارك بشكل كامل في اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا الذي سيعقد اليوم الاربعاء في الدوحة. وقال فاليرو ان مشاركة المجلس في هذا الاجتماع «ستكون شيئا جيدا جدا وهو امر يحظى بدعمنا» معتبرا ان من الضروري ان «يتمكن الشخص الذي سيمثل المجلس الوطني الانتقالي من القاء كلمة امام ممثلي الدول الذين يشاركون في هذا المؤتمر». ومن المتوقع ان يشارك ممثلو نحو عشرين دولة ومنظمة في اجتماع قطر. وستمثل فرنسا بوزير خارجيتها آلان جوبيه، في حين ان الولايات المتحدة ستمثل بالمدير السياسي في وزارة الخارجية وليام بيرنز مع فيليب غوردون مساعد وزيرة الخارجية لشؤون اوروبا وأوراسيا، وجيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط. انتقاد فرنسي للناتو ومن جهة أخرى، انتقدت فرنسا بشدة أمس الدور الذي يلعبه حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا واعتبرته غير كاف وهو ما أيدته بريطانيا بشكل جزئي، في حين واصلت كتائب القذافي قصف مدينة مصراتة ونفى الثوار ما أعلنته الكتائب حول استيلائها على ميناء قصر أحمد في المدينة. وجاءت الانتقادات الفرنسية على لسان وزير خارجيتها آلان جوبيه الذي قال إن ما فعله «الناتو» لوقف فعالية الأسلحة الثقيلة لقوات معمر القذافي وكذلك لحماية المدنيين، قليل للغاية، مضيفا في مقابلة مع إذاعة «فرانس إنفو» أن «الناتو أراد تولي القيادة العسكرية للعمليات، وقد قبلنا ذلك.. يتعين عليه الآن أن يقوم بدوره، وهو ما لم يتم حتى الآن بالقدر الكافي». وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن على الناتو تكثيف جهوده في ليبيا لحماية المدنيين من هجمات قوات القذافي، مشيرا إلى أن بلاده أرسلت مؤخرا طائرات إضافية يمكنها ضرب أهداف برية تهدد السكان وداعيا دولا أخرى للقيام بالشيء ذاته. تطورات ميدانية ميدانيا، أفاد متحدث باسم الثوار في مدينة مصراتة أمس بأن كتائب القذافي واصلت قصف المدينة، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من عشرين آخرين. كما نفى الثوار ما أعلنته كتائب القذافي من أنها استولت على ميناء قصر أحمد في المدينة، وقال متحدث باسمهم إن الميناء لا يزال تحت سيطرتهم التامة. وفي بلدة زاوية المحجوب (20 كلم غرب مصراتة) أفاد سكان عن تمكن عدد من الثوار من إبعاد عناصر كتائب القذافي عن البلدة، كما حرروا الأهالي الذين كانت تحتجزهم وتستخدمهم دروعا بشرية. وفي بيان أذيع في طرابلس مساء أول أمس، حذرت السلطات الليبية من أي عملية للاقتراب من مصراتة «بذريعة عملية إنسانية»، وقالت إنها أبلغت الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي بأن عملية من هذا القبيل «ستواجه بمقاومة عنيفة وغير متوقعة من الشعب المسلح». وكانت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون قد وجهت الجمعة الماضي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تبلغه فيها بـ»استعداد الاتحاد للتحرك بكل الوسائل ومن ضمنها العسكرية» لتنفيذ خطة إنسانية لمساعدة سكان مصراتة البالغ عددهم نحو 300 ألف نسمة والمحاصرين من طرف قوات القذافي. |
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire