"الوطنية": مفهوم يتحقق بالعمل والإنجاز بعيدا عن الاستعراض
تاريخ النشر 14/04/2011 08:04GMT
عمان- يبرز شعار "الوطنية" هذه الأيام، في الشارع العربي، كأسطع ما مطالبة بالحرية والإصلاح، وتحسين الواقع العربي لينسجم مع متطلبات
التطور والتحديث والتنمية. ويعيش الأردن بعضا من هذه الحراكات الشبابية المطالبة بالإصلاحات، بأساليب واعية تنم عن نضج فكري وأخلاقي، معبرة عن حبها ووطنيتها بمختلف السبل.
ومن هؤلاء الشباب من أطلق مبادرات وحركات إصلاحية، مطالبة برفع سقف حرية التعبير، ومحاربة الفساد.
وفي ظل تلك الموجات المتتابعة وطرق التعبير المختلفة، التي تصب، في النهاية، في صالح الوطن، هناك من يقول بأن الإصلاح والتغيير يتحققان من خلال العمل الجاد، ومحاربة الفساد، وتحري الإنجاز، وكذلك عبر النهوض ولو بمهمات بسيطة، كإصلاح الشوارع، ومساعدة المحتاجين، وغير ذلك.
الطالب الجامعي محمود هاشم يبدي رأيه في تلك الحركات، بقوله "هناك مشكلة قبل كل هذا، وهي أن مفهوم "الوطن" بحد ذاته غير متبلور في الوعي الجمعي في مجتمعنا، لا أحد يعرف ما هو الوطن، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، أن تخرج في سيّارتك، وأن تضع الأعلام عليها، وتطلق بعض الأغاني بصوت مرتفع، عندها يبدو المشهد وكأن الجالية الأردنية في فرنسا، مثلا، تحتفل بعيدها الوطني".
ويؤكد هاشم أن تنظيم مسيرات الولاء والانتماء إنما تجيء للتأكيد على أمر بدهي أصلا، فالانتماء للوطن، في حد ذاته، هو أمر بدهي، مضيفا "لست مضطرا بأن أؤكد لأحد أن (1+1=2)، أو أن أذهب لأبي وأمي وأقنعهما أني أحبهما، أو أحمّلهما فضلا مني عليهما مثلا لأنني لا أتعاطى المخدرات، وأما منظمو تلك المسيرات فكأنهم يخرجون لكي يؤكدوا ولاء قائما فعليا، علما أن مفهوم الوطنية غير متشكل عند أغلبهم، هم يحبون الوطن، والوطن يعلم ذلك، لكن في الحقيقة، يبدو السؤال الأهم هنا: ما الذي تنجزونه من أجل هذا الوطن؟".
ويشاطره الرأي العشريني خليل مأمون، الذي يرى أن هناك هدرا في المال لقاء تعبير بطريقة خاطئة عن الوطنية، فهناك حمائل أنفقت مبالغ طائلة على صنع وتوزيع يافطات تحمل شعارات وطنية، مؤكدا أن على الحكومات والجهات المسؤولة أن تظهر من يقوم بعمله على أكمل وجه، كنموذج للوطنية.
وفي رأي خليل، أيضا، أن الابتعاد عن الواسطة والفساد، هو بحد ذاته انتماء وحب للبلد، لكن هناك الكثير من الناس الذين يتبنون الواسطات والفساد والبيروقراطية، ويعرقلون التعبير عن الرأي، بأسلوب غير حضاري، ويصفون أنفسهم بأنهم "وطنيون".
في المقابل، هناك أشخاص يرون الوطنية من خلال التباهي بالشعارات الرنانة والهتاف باسم الوطن، ورفع الأعلام في كل مكان، خصوصا أمام من يقيم الاعتصامات داعيا لمحاربة الفساد.
وحول تداعيات هذه الاختلاطات والتباينات، أحيانا، في مفهوم الوطنية، وانعكاسات هذا الأمر، على الشارع، يؤكد التربوي د. محمد أبو السعود أن "الوطنية، في رأيي، لا تكون على النحو القائم، المشتمل على الأذى والشتائم، وإطلاق الأغاني الوطنية بصوت مرتفع، في منتصف الليل، بل يجب أن يعرف هؤلاء بأن الوطنية الحقيقية تكون من خلال الإعمار والإصلاح، كتنظيف الشوارع، وتقديم المساعدة للناس، والعمل على إصلاح الكهرباء المعطلة في الشوارع، ودهن الأرصفة، والتعاون مع شرطي المرور بعدم مخالفة السير، وما شابه ذلك".
كما يؤكد أبو السعود أن تلك الأعمال وغيرها، من شأنها أن تظهر مدى تفاني الفرد وانتمائه لوطنه، لافتا إلى أن الموالاة والانتماء للنظام والوطن موجودان عند الجميع، و"لا داعي للمزاودة على أحد من خلال بعض السلوكيات، ورفع الأعلام على البيوت والسيارات، واعتبار أن من لا يفعل ذلك فهو ليس مواطنا ولا ينتمي لهذا البلد، تلك السلوكيات جميعها تضر بعقول الأطفال، وتنمي حس العنصرية لديهم، ما يجعل من الضروري على الأهالي الالتفات إلى ذلك، والابتعاد عن هذه السلوكيات.
أما اختصاصي علم النفس د. محمد حباشنة، فيبين أن معظم قطاعات الشعب ما تزال غير ملمة بالأساليب الصحيحة لإظهار الحب للوطن، مشيرا إلى "أننا، تاريخيا، لم نتعلم فنون التعيبر عن الرأي، لا في المدارس ولا داخل الأسرة".
ويلفت حباشنة إلى أن هناك نفوسا تحمل معنى مشوها عن الوطنية، والذي غالبا ما ينطوي على الإقليمية وبث الأفكار السامة والشعارات الفارغة، ورفع الأعلام، وتبادل الشتائم، كما أن هناك مفهوما مشوها آخر، قوامه أن إطلاق أي دعوة للإصلاح، تفسر من قبل أولئك، بأنها اعتداء على النظام في أي دولة.
ويؤكد أن من الواجب، لتجاوز هذه المرحلة، أن توجه تلك الطاقات لخدمة الوطن، وتعريفها بمفهوم الوطنية الحقيقية، لافتا إلى أن الانتماء الحقيقي، إن كان موجودا، فهو ينشئ توازنا نفسيا للفرد، وينعكس ذلك على أسلوب التعبير برقي.
أما المحلل السياسي د. باسل حسين، فيبين أن جميع ما ذكر سابقا هو عبارة عن وسائل تعبيرية عن مفهوم الوطنية، تختلف باختلاف المكون الثقافي للشخص، وتجسد منظوره الثقافي، مضيفا "القيم الثقافية والتربوية والتنشئة الاجتماعية تكشفان كيفية التفكير وماهية سلوكيات التعبير".
وحول مفهوم الوطنية التطبيقي وليس الأكاديمي، يقول حسين "المفهوم الحقيقي للوطنية، أن يعمل الإنسان كل ما من شأنه أن يخدم الوطن، ووحدته ".
ومن هؤلاء الشباب من أطلق مبادرات وحركات إصلاحية، مطالبة برفع سقف حرية التعبير، ومحاربة الفساد.
وفي ظل تلك الموجات المتتابعة وطرق التعبير المختلفة، التي تصب، في النهاية، في صالح الوطن، هناك من يقول بأن الإصلاح والتغيير يتحققان من خلال العمل الجاد، ومحاربة الفساد، وتحري الإنجاز، وكذلك عبر النهوض ولو بمهمات بسيطة، كإصلاح الشوارع، ومساعدة المحتاجين، وغير ذلك.
الطالب الجامعي محمود هاشم يبدي رأيه في تلك الحركات، بقوله "هناك مشكلة قبل كل هذا، وهي أن مفهوم "الوطن" بحد ذاته غير متبلور في الوعي الجمعي في مجتمعنا، لا أحد يعرف ما هو الوطن، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، أن تخرج في سيّارتك، وأن تضع الأعلام عليها، وتطلق بعض الأغاني بصوت مرتفع، عندها يبدو المشهد وكأن الجالية الأردنية في فرنسا، مثلا، تحتفل بعيدها الوطني".
ويؤكد هاشم أن تنظيم مسيرات الولاء والانتماء إنما تجيء للتأكيد على أمر بدهي أصلا، فالانتماء للوطن، في حد ذاته، هو أمر بدهي، مضيفا "لست مضطرا بأن أؤكد لأحد أن (1+1=2)، أو أن أذهب لأبي وأمي وأقنعهما أني أحبهما، أو أحمّلهما فضلا مني عليهما مثلا لأنني لا أتعاطى المخدرات، وأما منظمو تلك المسيرات فكأنهم يخرجون لكي يؤكدوا ولاء قائما فعليا، علما أن مفهوم الوطنية غير متشكل عند أغلبهم، هم يحبون الوطن، والوطن يعلم ذلك، لكن في الحقيقة، يبدو السؤال الأهم هنا: ما الذي تنجزونه من أجل هذا الوطن؟".
ويشاطره الرأي العشريني خليل مأمون، الذي يرى أن هناك هدرا في المال لقاء تعبير بطريقة خاطئة عن الوطنية، فهناك حمائل أنفقت مبالغ طائلة على صنع وتوزيع يافطات تحمل شعارات وطنية، مؤكدا أن على الحكومات والجهات المسؤولة أن تظهر من يقوم بعمله على أكمل وجه، كنموذج للوطنية.
وفي رأي خليل، أيضا، أن الابتعاد عن الواسطة والفساد، هو بحد ذاته انتماء وحب للبلد، لكن هناك الكثير من الناس الذين يتبنون الواسطات والفساد والبيروقراطية، ويعرقلون التعبير عن الرأي، بأسلوب غير حضاري، ويصفون أنفسهم بأنهم "وطنيون".
في المقابل، هناك أشخاص يرون الوطنية من خلال التباهي بالشعارات الرنانة والهتاف باسم الوطن، ورفع الأعلام في كل مكان، خصوصا أمام من يقيم الاعتصامات داعيا لمحاربة الفساد.
وحول تداعيات هذه الاختلاطات والتباينات، أحيانا، في مفهوم الوطنية، وانعكاسات هذا الأمر، على الشارع، يؤكد التربوي د. محمد أبو السعود أن "الوطنية، في رأيي، لا تكون على النحو القائم، المشتمل على الأذى والشتائم، وإطلاق الأغاني الوطنية بصوت مرتفع، في منتصف الليل، بل يجب أن يعرف هؤلاء بأن الوطنية الحقيقية تكون من خلال الإعمار والإصلاح، كتنظيف الشوارع، وتقديم المساعدة للناس، والعمل على إصلاح الكهرباء المعطلة في الشوارع، ودهن الأرصفة، والتعاون مع شرطي المرور بعدم مخالفة السير، وما شابه ذلك".
كما يؤكد أبو السعود أن تلك الأعمال وغيرها، من شأنها أن تظهر مدى تفاني الفرد وانتمائه لوطنه، لافتا إلى أن الموالاة والانتماء للنظام والوطن موجودان عند الجميع، و"لا داعي للمزاودة على أحد من خلال بعض السلوكيات، ورفع الأعلام على البيوت والسيارات، واعتبار أن من لا يفعل ذلك فهو ليس مواطنا ولا ينتمي لهذا البلد، تلك السلوكيات جميعها تضر بعقول الأطفال، وتنمي حس العنصرية لديهم، ما يجعل من الضروري على الأهالي الالتفات إلى ذلك، والابتعاد عن هذه السلوكيات.
أما اختصاصي علم النفس د. محمد حباشنة، فيبين أن معظم قطاعات الشعب ما تزال غير ملمة بالأساليب الصحيحة لإظهار الحب للوطن، مشيرا إلى "أننا، تاريخيا، لم نتعلم فنون التعيبر عن الرأي، لا في المدارس ولا داخل الأسرة".
ويلفت حباشنة إلى أن هناك نفوسا تحمل معنى مشوها عن الوطنية، والذي غالبا ما ينطوي على الإقليمية وبث الأفكار السامة والشعارات الفارغة، ورفع الأعلام، وتبادل الشتائم، كما أن هناك مفهوما مشوها آخر، قوامه أن إطلاق أي دعوة للإصلاح، تفسر من قبل أولئك، بأنها اعتداء على النظام في أي دولة.
ويؤكد أن من الواجب، لتجاوز هذه المرحلة، أن توجه تلك الطاقات لخدمة الوطن، وتعريفها بمفهوم الوطنية الحقيقية، لافتا إلى أن الانتماء الحقيقي، إن كان موجودا، فهو ينشئ توازنا نفسيا للفرد، وينعكس ذلك على أسلوب التعبير برقي.
أما المحلل السياسي د. باسل حسين، فيبين أن جميع ما ذكر سابقا هو عبارة عن وسائل تعبيرية عن مفهوم الوطنية، تختلف باختلاف المكون الثقافي للشخص، وتجسد منظوره الثقافي، مضيفا "القيم الثقافية والتربوية والتنشئة الاجتماعية تكشفان كيفية التفكير وماهية سلوكيات التعبير".
وحول مفهوم الوطنية التطبيقي وليس الأكاديمي، يقول حسين "المفهوم الحقيقي للوطنية، أن يعمل الإنسان كل ما من شأنه أن يخدم الوطن، ووحدته ".
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire